من مميزات إتفاقية الدوحة1

أبشر يا بطل و قف أمام الدنيا مفرشخاً راخياً بيضك و زغلغط كما تزلغط الرشاشات اللبنانية القادمة ..و أصمت يا بطل فالصمت كلام النوم و الأحلام و أبكي يا بطل .. إن شئت إبكي و أذرف دموعك كلها فلن تحتاج إليها عما قريب , فإمّا أن تبكي هذه الأيام أو صدقني يا بطل فلن تبكي.

فهذه أيام البكاء و أيام الخراء و قمل العانة و النمش الأزرق في عينيه يناديني نحو الأعمق و أنا لا عندي تجربة في القتل و لا عندي حتى ربطة حذاء كي انتحر , فإبكي يا بطل .. و عد للركض من جديد و إياك أن تنظر وراءك أو حتى أمامك ..

لقد ذهبوا و إمتلأوا نفطاً و باروداً و صواعق و عادوا أبطالاً ..و كنت هناك لإستقبالهم و مسلّح بالدعاء عليهم و صيبة العين ..و ما أن وصلوا حتى شممت تلك الرائحة ..لقد شممت طعم الخراء ملوثاً باروداً و بترول و رمل و كوفيات و خواريف مسلوخة يا بطل .. و نظرت إلى تلك الكروش المتدلية غباء و حقد و عقد نفسية و كره و خرااااااااااااااااااااااء - هنا لا بد أن أعتذر لصديق عزيز عن هذا الخراء كلّه و لكن الخرية أصدق إنباءً من الكتب- و كان معي ذاك الصديق و شممنا سوياً رائحة الخراء العابقة بالخراء فأخذنا نركض و الخراء يتدلّى علينا من كل صوب , من الوجوه من مناشر الغسيل من الشعارات التي أسرت حيطان المدينة فأخذنا نصعد سلالم و نهبط سراديب و لا زال الخراء يطاردنا حتى صعدوا في سياراتهم و طافوا كالأشباح مجدداً.. لقد رأينا هذا كله و رأينا الإحتفالات الخرائية بأخرى إتفاق لأخرى زعماء و قواعد و شعب ..لا أخفي يا بطل أنني كدت أن أبكي و لكني فضلت الفساء , لأن هذا الفرح في الساحات لا يمكن إلا أن تفسي بوجهه ..يا بطل ..

لا أدري يا بطل أحياناً أشعر بالخلط بين الواقع و النكتة ..أحياناً أشعر بأنني أمام مسلسل لن ينتهي و لكن ما أعلمه أنني غير مستمتع .. فمن النكتة يا بطل كيف تجري المحاصصة في العلن و على الشاشات ..من النكتة أن بلال خبيز منفي من لبنان بعد "تحرير" لبنان من السوريون و الإسرائيليون, من النكتة كيف لم تدافع عنه النهار.. من النكتة أن يتم تخوينه و "تعميله" من على صفحة النهار نفسها .. من النكتة هذا الصمت النقابي و اليساري و الديقراطي اليساري و الديمقراطي الحر و و الصحافي و حرية الصحافة و الصحافي ..من النكتة أن يتحاصص أصحا ب الكروش على الشاشات و لا نشاهد تقريراً عن صحافي منفي من لبنان في زمن الحكم اللبناني الصافي بدون وصاية ..من النكتة يا بطل أن يصدق اللبناني أنه مميز عن باقي شعوب المنطقة و العالم و أنه شعب تواق للحرية ..من النكتة يا بطل أ لّا تبكي و من النكتة أيضاً ,صدّقني .. أن تبكي